شنغهاي، الصين – 21 سبتمبر 2025 – في خطوةٍ تعكس الاهتمام المتزايد بدور الجاليات اليمنية في الخارج، شهد فندق فويا بمدينة شنغهاي الصينية لقاءً تاريخياً جمع وفداً حكومياً يمنياً رفيع المستوى، برئاسة معالي وزير الدولة محافظ العاصمة عدن الأستاذ أحمد حامد لملس، مع ممثلين عن الجاليات اليمنية في الصين. هذا اللقاء الهام، الذي ضم أعضاء الهيئة الإدارية بالجالية اليمنية في إيوو، وممثلين عن جاليات كتشاو وقوانزو، إلى جانب ممثل الحكومة الصينية السيد صادق من السفارة الصينية لدى اليمن المقيم في الرياض، وممثل السفارة اليمنية المسؤول المالي للسفارة اليمنية الدكتور علي شقله، ركز على تعزيز الشراكة الوطنية وفتح آفاق الاستثمار، مؤكداً على التجاوب الحكومي مع مطالب الجالية.
رسالة واضحة من معالي الوزير محافظ عدن

أكد معالي الوزير أحمد حامد لملس على اهتمام القيادة السياسية بأوضاع المغتربين، داعياً رجال الأعمال اليمنيين في الصين إلى الاستثمار في بلدهم.
•مؤتمر عدن الاقتصادي: سيُعقد نهاية نوفمبر القادم، ويهدف إلى وضع خطط استثمارية واضحة وآليات شفافة للمستثمرين، مما يضمن بيئة استثمارية جاذبة.
•ضمانات الاستثمار: طمأن المحافظ المستثمرين اليمنيين والأجانب بشأن الضمانات المقدمة لهم، مؤكداً على حماية استثماراتهم.
من جانبه، شدد نائب وزير الصناعة والتجارة، سالم سلمان، على رؤية الحكومة للشراكة مع رأس المال الوطني المغترب، مؤكداً على أهمية نقل المعرفة والابتكار من الخارج إلى الداخل، وموجهاً رسالة دعم للمغتربين اليمنيين في الصين، بأنهم جزء لا يتجزأ من عملية التنمية.
إشارة معالي الوزير محافظ عدن
•إعفاء الصادرات اليمنية الواردة إلى الصين: خطوة إيجابية لدعم الاقتصاد الوطني وتسهيل حركة التجارة.
•اتفاقية الأسماك بين اليمن والصين: ستُفعل في أكتوبر القادم، مما يفتح آفاقاً جديدة للمستثمرين في هذا القطاع.
صوت الجالية: تحديات ومقترحات بناءة من أجل اليمن

قدم ممثلو الجالية اليمنية في الصين، وعلى رأسهم رئيس الجالية اليمنية في إيوو الأستاذ الدكتور عبد السلام النوعه، رؤاهم وتحدياتهم ومقترحاتهم التي عكست حرصهم على المساهمة الفاعلة في بناء اليمن. وقد تركزت هذه المقترحات على عدة محاور رئيسية:
1. استغلال الاستثمارات الصينية المعلقة:
•أشار الدكتور النوعه إلى تقصير في استغلال مبلغ 510 مليون دولار مرصود لتطوير ميناء عدن منذ عام 2013.
•مقترح الجالية: إعداد دراسات ومشاريع استثمارية واضحة وجاهزة لتقديمها للجانب الصيني، لتلبية متطلبات المستثمرين الصينيين وتفعيل هذه الاستثمارات.
2. تفعيل إعفاء الصادرات اليمنية:
•طرح رجل الأعمال محمد السلامي مشكلة عدم تفعيل إعفاء الصادرات اليمنية من الرسوم الجمركية على أرض الواقع، بسبب عدم تسجيل المنتجات اليمنية في بيانات وزارة التجارة الصينية.
•مقترح الجالية: تفعيل الإعفاء عبر اتفاقيات رسمية لتسجيل المنتجات اليمنية في الصين، مما يسهل دخول المنتجات اليمنية إلى السوق الصينية.
3. تطوير ميناء عدن:
•لفت السلامي الانتباه إلى تأخير تفريغ السفن في ميناء عدن لأسابيع، مما يؤثر سلباً على التجارة.
•مقترح الجالية: توسيع الميناء وزيادة الرافعات لزيادة قدرته الاستيعابية، لضمان سرعة وكفاءة العمليات التجارية.
4. توفير جهاز الجوازات في الصين:
•طالب رجل الأعمال بن مصطفى بن ناجي بتوفير جهاز لإصدار الجوازات في الصين، وهي نقطة حيوية تلامس احتياجات الجالية وتسهل إجراءاتهم.
5. مقترحات إضافية من رئيس الجالية (د. عبد السلام النوعه) لتعزيز التعاون:
•إعادة تأهيل المدارس الفنية والتقنية وكليات المجتمع في اليمن.
•عمل أدلة ترويجية وتعريفية للمناطق والمشاريع الاستثمارية في اليمن.
•السعي لعقد مؤتمر استثماري يمني صيني مشترك.
•تفعيل اتفاقيات الشراكة والخطوط الملاحية وإنشاء شركة ملاحية مشتركة.
•تفعيل دور الجاليات والغرف التجارية وتأهيلها لمراقبة تنفيذ المشاريع المشتركة.
•الاستفادة من المراكز البحثية الاقتصادية لعمل تصور لمشاريع طويلة المدى.
•تفعيل التعامل النقدي المباشر بعملتي البلدين دون الحاجة لعملات وسيطة.
•تمكين الشركات الصينية من الاستثمار في الموانئ اليمنية.
•دعم المشاريع المشتركة في مجال الاتصالات والذكاء الاصطناعي.
تحديات الموانئ: دعوة للعمل المشترك

أشار مدير هيئة الموانئ والطرق اليمنية إلى تقارير تفيد بأن بعض البواخر غير صالحة للتنفيذ، وأن هناك بواخر تدخل الميناء غير قابلة للتشغيل، مؤكداً على ضرورة معالجة هذه التحديات لضمان كفاءة الموانئ اليمنية، وهو ما يتطلب تضافر الجهود من الجميع.
تعزيز التعاون التعليمي والأكاديمي: بناء أجيال المستقبل
اختتمت الزيارة بوجبة عشاء أقامها رجل الأعمال مصطفى بن ناجي، حيث وعد المستشار الثقافي للسفارة، الدكتور محمد الأحمدي، بالعمل على تعزيز التعاون في مجال التعليم والتطوير الأكاديمي بين اليمن والصين، مؤكداً بذل قصارى جهده لدعم المسيرة التعليمية والأكاديمية لليمن، وهو ما يصب في مصلحة الأجيال القادمة.
يُعد هذا اللقاء خطوةً محوريةً نحو تفعيل دور الجالية اليمنية في دعم التنمية الوطنية، وتذليل العقبات أمام رجال الأعمال والمستثمرين، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين. إنها دعوةٌ متجددةٌ لكل يمني مغترب للمساهمة بفكره وخبرته في بناء مستقبل اليمن الواعد، مستلهمين من هذه الشراكات الدولية قوة دفع نحو التقدم والازدهار. الجالية اليمنية في إيوو تؤكد التزامها بالعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة لتحقيق هذه الأهداف النبيلة.